[color:eb3b=red][b][size=24][center]ما المقصود بـ ( مدارسة القرآن) ؟
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال
ما المقصود بـ ( مدارسة القرآن) ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى أن سيدنا جبريل - عليه السلام - كان يدارس الرسول - عليه الصلاة والسلام - القرآن في رمضان ؟
هل يسمعه عليه أم المقصود تفسيره أم ماذا ؟
وكيف نتبع هذه السنة فى رمضان : هل نزيد من القراءة أم نقرأ التفسير أم ماذا ؟
وهل لو اتخذت صديقة نتدارس سويا القرآن أكون فعلت سنة أم ابتدعت - نسأل الله العافية -
عذرا على الإطالة
بارك الله في علمكم وعملكم وأعماركم وذرياتكم
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
المقصود به عَرْض القرآن ، وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل ، وقراءة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيُثْبَت الْمُحكَم ، ويُنسَخ المنسوخ تلاوة .
قال ابن حجر في شرح هذا الحديث : ظَاهِره أَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا كَانَ يَقْرَأ عَلَى الآخَر ، وَهِيَ مُوَافَقَة لِقَوْلِهِ " يُعَارِضهُ " ، فَيَسْتَدْعِي ذَلِكَ زَمَانًا زَائِدًا عَلَى مَا لَوْ قَرَأَ الْوَاحِد .
وقال : وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْد مِنْ طَرِيق دَاوُدَ بْن أَبِي هِنْد قَالَ : قُلْت لِلشَّعْبِيِّ : قَوْله تَعَالَى ( شَهْر رَمَضَان الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن ) أَمَا كَانَ يَنْزِل عَلَيْهِ فِي سَائِر السَّنَة ؟ قَالَ : بَلَى . وَلَكِنْ جِبْرِيل كَانَ يُعَارِض مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَان مَا أَنْزَلَ اللَّه ، فَيُحْكِم اللَّه مَا يَشَاء ، وَيُثْبِت مَا يَشَاء . اهـ .
ويُؤيِّد هذا ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان يَعْرِض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فَعَرَض عليه مرتين في العام الذي قُبِض فيه . رواه البخاري .
وفَهِم النبي صلى الله عليه وسلم مِن مُعارضة جبريل له القرآن مرّتين أن ذلك علامة على دُنوّ أجَلِه عليه الصلاة والسلام .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت فاطمة رضي الله عنها فقالت : إنه كان حدثني أن جبريل كان يُعَارِضه بالقرآن كل عام مرة ، وأنه عَارَضه به في العام مرتين . قال : ولا أراني إلاَّ قد حَضَر أجَلِي . رواه البخاري ومسلم .
وشهر رمضان هو شَهْر القرآن ، ولذا كان السلف إذا دَخَل شهر رمضان طووا الكُتُب ، وأقبلوا على القرآن .
ولو اتَّخَذ الإنسان من يُعينه على القراءة والمسارعة في الخيرات لم يكن في ذلك مِن حَرَج ، بل هو أمْر مشروع .
قال النووي عن مدارسة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن : وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَوَائِد مِنْهَا بَيَان عِظَم جُوده صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَمِنْهَا اِسْتِحْبَاب إِكْثَار الْجُود فِي رَمَضَان . وَمِنْهَا زِيَادَة الْجُود وَالْخَيْر عِنْد مُلاقَاة الصَّالِحِينَ وَعَقِبَ فِرَاقهمْ لِلتَّأَثُّرِ بِلِقَائِهِمْ . وَمِنْهَا اِسْتِحْبَاب مُدَارَسَة الْقُرْآن .
والله أعلم .
[/center][/size][/b][/color]