[color:ca7c=red][size=24][center]بسم الله الرحمن الرحيم
بسمله أهمية دراسة
علم المكى والمدنى
1.علم المكى والمدنى يعرف بالناسخ والمنسوخ الذي كان من حكمتة تربية القرآن فى التشريع.
2. علم القرآن المكى والمدنى يعين الدارس على معرفة تاريخ التشريع والوقوف على سُنة الله الحكيمة في تشريعه، بتقديم الأصول على الفروع، وترسيخ الأسس الفكرية والنفسية، ثم بناء الأحكام والأوامر والنواهى عليها، مما كان له الأثر الكبير فى تلقى الدعوة الإسلامية بالقبول، ومن ثم الإذعان لأحكامها.
3. الإستعانة بعلم القرآن المكى والمدنى في تفسير القرآن الكريم وفهم معانيه.
4. تذوق أساليب القرآن والإستفادة منها فى أسلوب الدعوة القرآنية.
5. الوقوف على السيرة النبوية من خلال الآيات القرآنية
تعريف المكى والمدنى
(فيه ثلاث آراء)
1.إعتبار زمن النزول: أن المكي ما نزل من القرآن قبل الهجرة إلى المدينة حتى ولو نزل بغير مكة، والمدنى ما نزل من القرآن بعد الهجرة وإن كان نزوله بمكة. وهذا التعريف روعي فيه الزمان. وهو القول المشهور ويمتاز هذا القول بشمول تقسيمه جميع القرآن، ولا يخرج عنه شيء حتى كان عموم قولهم في المدني ( ما نزل بعد الهجرة ) ، يشمل ما نزل بعد الهجرة في مكة نفسها في عام الفتح، أو عام حجة الوداع، مثل آية: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.كما يشمل ما نزل بعد الهجرة خارج المدينة في سفر من الأسفار أو غزوة من الغزوات.
فالمكى ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة، والمدنى ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة، فما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة أو عرفة فهو مدنى، كالذي نزل عام الفتح، كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] أو نزل في حجة الوداع كقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا} المائدة.
2. إعتبار مكان النزول: أن المكى ما نزل من القرآن بمكة ولو بعد الهجرة، والمدنى ما نزل بالمدينة، ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل على النبى صلى الله عليه وسلم بمنى وعرفات والحديبية، ويدخل فى المدينة ضواحيها أيضًا كالمنزل عليه فى بدر، وأحد، وسلع.
ويترتب على هذا الرأي عدم ثنائية القسمة، وهذا التعريف لوحظ فيه مكان النزول، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر؛ لأنه لا يشمل ما نزل بغير مكة والمدينة وضواحيهما، فما نزل عليه بالأسفار - مثل سورة الأنفال، وسورة الفتح، وسورة الحج - لا يطلق عليه مكى ولا مدنى وذلك مثل ما نزل عليه بِتَبُوك وبيت المقدس، ويترتب على هذا الرأي أن ما نزل بمكة بعد الهجرة يكون مكياً.
3. إعتبار المخاطب : أن المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة و المدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة، لأن الغالب على أهل مكة الكفر ، فخوطبوا بـ: {يا أَيُّها النَّاسُ}، وإن كان غيرهم داخلاً فيه، وكان الغالب على أهل المدينة الإيمان، فخوطبوا بـ: {يا أيها الذين آمنوا} وإن كان غيرهم داخلاً فيه. وهذا التعريف لوحظ فيه المخاطبون، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر، فإن في القرآن ما نزل غير مصدر بأحدهما، نحو قوله تعالى في فاتحة سورة الأحزاب:} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ{ ، وقوله تعالى في سورة الكوثر: }إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ{ وغيرهما.
ويرد عليه أن هناك سورًا مدينة ورد فيها الخطاب بصيغة }يَا أَيُّهَا النَّاسُ {وسورًا مكية ورد فيها الخطاب بصيغة }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا {مثال الأولى سورة البقرة، فإنها مدنية وفيها }يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ {، ومثال الثانية سورة الحج، فإنها مكية عند بعض أهل العلم، وفيها }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا {.
وهذا الضابط لا يطّرد - ينطبق - دائماً، لأن في سورة البقرة و النساء - وهما مدنيتان- خطاًباً مكياً وهو : يا أَيُّها النَّاسُ.
والراجح من هذه التعريفات الثلاثة هو التعريف الأول للأسباب الآتية:
1- أنه ضابط وحاصر ومطرد لا يختلف، واعتمده العلماء واشتهر بينهم.
2- أن الإعتماد عليه يقضى على معظم الخلافات التي أثيرت حول تحديد المكي والمدني.
3- أنه أقرب إلى فهم الصحابة -رضي الله عنهم- حيث إنهم عدوا من المدني سورة التوبة، وسورة الفتح وسورة المنافقون، ولم تنزل سورة التوبة كلها بالمدينة، فقد نزل كثير من آياتها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في طريق عودته من تبوك، ونزلت سورة الفتح على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عائد من صلح الحديبية، ونزلت سورة المنافقون عليه، وهو في غزوة المصطلق.
عدد السور المكية والمدنية
عند التعريف بقولنا هذه سورة مكية أو هذ سورة مدنية يكون الغالب على هذه السورة أنها مكية أو مدنية وهذا بخلاف المكية الخالصة والمدنية الخالصة.
وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "والله الذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيما نزلت. ولو أعلم أن أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه".
- السور المكية إثنان وثمانون 82
وهى: الأنعام، الأعراف، يونس، هود، يوسف، إبراهيم ، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف، مريم، طه، الأنبياء، الحج، المؤمنون، الفرقان، الشعراء، النمل، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة، سبأ، فاطر، يس، الصافات، ص، الزمر ، غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، ق، الذاريات، الطور، النجم، القمر، الواقعة، الملك، القلم، الحاقة، المعارج، نوح، الجن، المزمل، المدثر، القيامة، الإنسان، المرسلات، النبأ، النازعات، عبس، التكوير، الانفطار، الانشقاق، البروج، الطارق، الأعلى، الغاشية، الفجر، البلد، الشمس، الليل، الضحى، الانشراح، التين، العلق، العاديات، القارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الفيل، قريش، الماعون، الكوثر، الكافرون، والمسد.
- السور المدنية عشرون 20
وهي: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، محمد، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الجمعة، المنافقون، الطلاق، التحريم، والنصر.
السور المختلف فيها إثنا عشر 12
وهي: الفاتحة، الرعد، الرحمن، الصف، التغابن، المطففين، القدر، البينة، الزلزلة، الإخلاص، الفلق، والناس.
( وبذلك يكون عدد سور القرآن "114" سورة )
قال الإمام أبو الحسن الحصار في كتابه: الناسخ والمنسوخ، في منظومته التي تحدث فيها عن المكي والمدني والمختلف فيه من سور القرآن الكريم .. وما سوى ذاك مكي تنزله .. فلا تكن من خلاف الناس في حصر فليس كل خلاف جاء معتبرا .. إلا خلاف له حظ من الأثر.
وبعد: فهذه نبذة عن السور المكية والمدنية والمختلف فيها، ومن أراد المزيد من معرفة ذلك، فليرجع إلى أمهات الكتب في ذلك، ومنها: "البرهان" للزركشي، و"الإتقان" للسيوطي، و"مناهل العرفان في علوم القرآن" لفضيلة الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ـ رحمه الله.]
[/center][/size][/color]
السبت سبتمبر 20, 2008 2:36 pm
